أمور هامة ينصح بالقيام بها في فصلك الدراسي النهائي بالجامعة
بقلم – ليديا داليت
هل أصبحت على أعتاب التخرج الجامعي؟ هل تستعد للدخول في الفصل الدراسي النهائي بالجامعة؟ حسناً، أنت الآن أمام مرحلةٍ هامة لتحديد ملامح حياتك المستقبلية، كيف ستواجه العالم الحقيقي الخارجي؟ كل ذلك يتطلب منك القيام بخمسة أمور لكي تنجح في الحصول على مستقبلٍ متميز
فمع بداية الفصل الدراسي الأخير في مختلف الجامعات والكليات التعليمية، يتبقى لك (١٠٠) يوم فقط للانتهاء من مرحلتك الجامعية، الآن يمكن القول أن ناقوس الخطر قد دق بالفعل، فعددٌ قليل من منتسبي الجامعة يحظون بعروض عملٍ حقيقية خلال الصيف، بل أن المشكلة الأكبر تكمن في عدم امتلاك الغالبية منهم خططاً واضحة لمرحلة ما بعد التخرج
ففي دراسةٍ علمية أجريت عام ٢٠١٣، تمكن (٣٩٪) فقط من خريجي دفعة (٢٠١٢/٢٠١١) من الحصول على وظائف فَور تخرجهم، مقارنة بخريجي دفعة (٢٠١٣) التي حظي (١٦٪) من طلابها على وظائف قبل بدء الدراسة في الفصل النهائي بشهرٍ واحد
ومع الإقرار بالمكاسب والمعدلات المالية المرتفعة التي حققتها أسهم البورصة في الآونة الأخيرة، تشير التوقعات الى وجود فرص جيدة وحقيقية من أجل تحسين هذه المعدلات في العام الجاري، لصالح حديثي التخرج وطلاب الفصل النهائي الجامعي
ووفقًا لتقديرات الدراسة التي أَجرتها الرابطة القوميّة للكليات وأرباب الأعمال عام ٢٠١٤، فإن أصحاب الأعمال المختلفة سيقدمون على توظيف حديثي التخرج من دفعة (٢٠١٤/٢٠١٣) بزيادةٍ تصل نسبتها إلى (٨٪) مقارنة بأعداد الخريجين الذين تم توظيفهم من دفعة (٢٠١٣/٢٠١٢)، هذه المؤشرات تمثل بشرى سارة لما يزيد عن (١.٦) مليون طالب وطالبة سيدخلون سوق العمل بعد تخرجهم صيف العام الحالي
وترى ” ديانا جروفرمان ” مديرة خدمات التوظيف في مركز التنمية المهنية بإحدى الجامعات، أن الخريجين يتعين عليهم الدخول في سباق المنافسة على الوظائف المتاحة، بغض النظر عن أعدادها المتوفرة في سوق العمل، مؤكدة أن الوظيفة لن تأتيك عند مكوثك في مكانك ساكناً، وأضافت : ” تأكد أنك لن تحصل على وظيفة عند وقوفك في مكانك ساكناً، ننصحك بالمبادرة والبحث عن عمل والإجتهاد من أجل تحقيق ذلك “، ومن خلال هذا المقال نقدم لكم خمسة نصائح تمكنك من زيادة سرعة البحث عن عمل، وتعزيز فرصتك في الحصول على وظيفة مناسبة
١/ ركز على ما يوصلك إلى وظيفة أحلامك
تعتبر وظيفتك الأولى بمثابة نقطة انطلاقٍ إلى مستقبلك المهني، لكنها دون شك لن تُحدد أو تُغير مسار حياتك المهنية، كما أنها بكل تأكيد لن تكون وظيفتك النهائية، وفي هذا السياق يقول ” لوري بالانتيك ” مساعد مدير برنامج الإرشاد الوظيفي بكلية ” كونتيكت ” : ” دائماً ما يسيطر علينا الخوف تجاه الطرق الواجب سلوكها والقرارات التي ينبغي اتخاذها “، وأضاف : ” اختيارك لوظيفتك الأولى لا يعد مؤشراً لمستقبلك المهني على الإطلاق “، إلى جانب ذلك يعد الاختيار فرصةً مثاليةً لاستكشاف مجالٍ جديد وبناء شبكة من المعلومات والاتصالات التي ستمنحك الفائدة مستقبلاً، لا تنس أن ذلك سيعود عليك بالنفع أيضاً من خلال اكتساب مهارات جديدة ورؤيةٍ أكثر وضوحاً من شأنها أن تقدم لك العون دون النظر الى مسارك الوظيفي فيما هو قادم.
إن هذا الطريق في معظم الأحوال سيكون طويلًا تملأه التحديات، حيث تشير “جروفرمان” إلى أن خريجي الكليات يقضون في الوقت الحالي فترات زمنية تتراوح بين (١٨و٣٠) شهرًا في وظائفهم الأولى، قبل الانتقال الى أعمال أخرى، وعليه من الأفضل لك البحث عن وظيفة تؤهلك لتحقيق أهدافك المهنية بدلاً من اضاعة الكثير من الوقت والجهد في البحث عن وظيفة أحلامك، وأضافت : “اختر وظيفة مثيرة للاهتمام تستطيع من خلالها ابراز قدراتك ومهاراتك وكفاءاتك في مواجهة التحديات، كل ذلك سيساعدك في الظهور بشكل جيد عبر عملك القادم”
٢/ ارسم خُطة أسبوعية
أنت مطالبٌ برسم خطةٍ أسبوعيةٍ تساعدك على تحديد أهدافك وتحقيقها، وفي هذا السياق يقول ” بلانتيك ” : ” لا يفصلك عن التخرج سوى (١٣) أسبوعًا أو (١٥) على الأكثر، ماذا تنتظر؟ قم بتحديد أهدافك بكل وضوح، فهل أنت ترغب في الحصول على وظيفة؟ أم تسعى إلى إكمال دراساتك العليا؟ وهل الالتحاق ببرنامج تدريب صيفي هدف تسعى اليه؟ كل ذلك يتطلب منك رسم خطة أسبوعية تحدد أهدافك بكل وضوح حتى يتسنى لك تحقيقها، وإليك نموذجاً لما قد تبدو عليه الخطة الأسبوعية
– حدد موعدًا مع مركز الخدمات الوظيفية
– أسرد قائمةً باهتماماتك ومهاراتك ورغباتك المتعلقة بوظيفتك الأولى.
– حدِّث حسابك في الموقع الشهير (LinkedIn)، أو قم بإنشاء حساب جديد إن لم تمتلك واحداً بالفعل، افحص باستمرار حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تتأكد من عدم ارسال رسالة خاطئة لصاحب عمل محتمل.
– حدِّث سيرتك الذاتية.
– انضم إلى شبكة خريجي جامعتك، واحرص على الاشتراك في الفعاليات والمناقشات القادمة.
– تحدث مع معارفك عما تفكر به لمرحلة ما بعد التخرج، خاصةً الوالدين والأساتذة والموجهون الذين يعرفونك جيداً.
– تواصل مع ثلاثة من خريجي مجالك، أطلب منهم اللقاء واحتساء القهوة معاً، أو قم بإجراء مكالمة هاتفية لا تتجاوز في حدها الثلاثين دقيقة، من أجل التطرق الى خبراتهم والاستفادة منها.
– خصص بعض الساعات أسبوعياً من أجل الاطلاع على قوائم التوظيف بالصفحة الرئيسية للخدمات المهنية لجامعتك، أنشئ قائمة تضم كافة الوظائف التي تحصل على اهتمامك، حتى وإن لم تكن مؤهلاً لها بعد.
– تقدم للوظائف، ثم تقدم، ثم تقدم.
إن التقدم لمئات الوظائف دون رسم خطة محددة قد يبدو أمراً محبطاً للغاية، عليك التعرف على قدراتك واهتماماتك ومؤهلاتك، قم بتحديد رغباتك بشكل واضح، من أجل القيام باستراتيجية عمل تلبي أهدافك المُثلى وتساهم في تحقيقها مستقبلاً.
٣/ حدد موعداً مع مركز الخدمات المهنية
إن الطلاب الباحثين عن عمل مطالبين بمنح زيارة مركز الخدمات المهنية أولويةً قصوى في حياتهم، وفي هذا الجانب تقول ” جروفرمان ” : ” يعد مركز الخدمات المهنية ملاذاً ثرياً بالمعلومات التي تعود بالنفع على الطلاب الباحثين عن عمل، هناك عشرات الموارد والمصادر التي توفرها تلك المراكز والتي تتضمن وظائف داخلية، وقوائم بالخريجين الخبراء في العديد من المجالات، بإمكان الطلاب الحصول على هذه القوائم والتواصل مع بعض الذين وردت أسماؤهم لاكتساب خبراتهم، كما أن هذه المراكز تتضمن اختبارات تقييمية ونماذج للسير الذاتية وخطابات التقديم على الوظائف، إضافة إلى معلومات قيمة حول كيفية الالتحاق ببرامج الدراسات العليا “
كما أن واحدةً من أبرز المميزات التي تقدمها مراكز الخدمات المهنية، تلك التي تتعلق بالاجتماعات الشخصية مع خبراء التوظيف، والذين يقومون بمراجعة سيرتك الذاتية، مع إجراء مقابلات توظيف تدريبية، ويمثلون حلقة وصلٍ تجمعك بالخريجين ذوي الخبرة، مع منحك فرصة التدرب على إلقاء المقدمات التعريفية في فترةٍ لا تزيد مدتها عن (٩٠) ثانية، كل ذلك من أجل تسويقك نفسك لدى مسئولي التوظيف بالطريقة الأمثل
وفي هذا السياق قالت ” جروفرمان ” : ” يجب على الطلاب التمتع بقدرةٍ متميزة على تقديم أنفسهم بشكل جيد، والحديث عن خبراتهم ومهاراتهم وما يمتازون به عن غيرهم في غضون (٩٠) ثانية أو أقل “، وأضافت : ” سواء قمت بالتدرب على الإلقاء مع صديق أو خبير توظيف أو مقابل مرآة، الشيء المهم أن تبدو طبيعيًّا لا مبُرمجاً، فالتمرس يُقلل من الشعور بالحرج ويساعدك على تقديم نفسك بالصورة الأمثل”
٤/ أنشئ شبكة واسعة من الاتصالات
تقول ” جروفرمان ” : ” نحرص على تشجيع الطلاب على الاعتراف بأن جميع الأشخاص يمثلون موارد محتملة لشبكة اتصال “، وأضافت : ” من خلال حوارك مع زميل الدراسة، أقرانك، أساتذتك، وحتى الخريجين من ذات المجال، أنت لا تدري أبدًا ما قد يتطرق إليه الحديث “
ويوافق ” بلانتيك ” هذا الرأي بقوله : ” لاحظنا قيام الطلاب بتجاهل الحديث عن مستقبلهم ما بعد التخرج مع أقرب شبكات التواصل الحيّة لديهم أثناء فترتهم الدراسية، وهم الزملاء والأساتذة، هذا خطأ فادح، لأن خلق شبكة تواصل تعد واحدة من أهم الأمور التي تزيد من فُرَصك في الحصول على وظيفة مناسبة، هذه الخطوة ستظل دوماً ذات أهمية كبرى طوال حياتك المهنية “
لكن ماذا لو شعرت يوماً بعدم الارتياح عند تسويق نفسك كمرشحٍ لوظيفةٍ ما؟ في هذه الحالة تذكر أن معظم من تتحدث إليهم شغوفين بمساعدة الطلاب، فهم كانوا ذات يوم في مواقف مماثلة، المهم ألا تشعر بالقلق فالأشخاص ذوي الخبرة العريضة لديهم أيضاً ذات الشعور بالحرج
الآن، أنت مطالبٌ بخلق اتصالاتٍ ايجابية والبقاء مستمراً عليها، ننصحك في هذه الحالة بإرسال ملاحظاتٍ عدة لمن تقابلهم في فعاليات التواصل، فهذه الخطوة تساعدك على التواصل معهم مرة أخرى، وتعزيز صورتك في أذهانهم، مما يجعلك مرشحاً لأي وظيفة شاغرة تتاح إليهم “
٥/ كُن واسع الأفق وتقدم لجميع الوظائف
تقول ” جروفرمان ” : ” كلما زادت أعداد طلبات التحاقك بالوظائف المختلفة، زادت فرصتك في الفوز بإحداها “، ” جروفرمان ” أوصت بضرورة التقدم لما يقرب من (٢٠ إلى ٣٠) طلب توظيف أسبوعياً، كل ذلك يتوقف على طبيعة الوظائف التي تتقدم إليها والتي ترغب في الانضمام إليها
ختاماً، كُن واسع الأفق، فكما يقول ” بلانتيك ” : ” ليس هناك عمل صائب وآخر على خطأ، فقط هناك خبرات مختلفة، لا تحصر نفسك وطموحاتك نحو شركة واحدة أو وظيفة واحدة أو حتى مجالٍ واحد، فأنت لا تدري أبداً ما قد يفوتك من فرصٍ عظيمة إذا قمت بحصر خيارات العمل الخاصة بك، ولا تنس أبداً التدقيق والموازنة بين الخيارات المتاحة حتى تحصل على الأفضل منها “
———-
المصدر
http://www.businessinsider.com