حينما تبدأ رحلة البحث عن عمل جديد قد يسيطر على عقلك تساؤلاً حول المدة المثالية التي يجب أن تقضيها في البحث عن هذا العمل؟ في الحقيقة إن الجواب المتكرر دائماً يتمثل في أن البحث عن عمل بحد ذاته يعد وظيفة بدوام كامل!
هنا قد يرتادك بعضاً من القلق والخوف، لأنك لا تقض وقتاً كافياً في البحث عن عمل جديد، أقل من ٤٠ ساعة أسبوعياً هو أمر مخيف يقلل من فرصك في الحصول على وظيفة، هذا غير صحيح، فالمدة تختلف من شخص لشخص ومن مجال لآخر.
فإذا كنت مبتدئاً في البحث عن عمل، وقمت بالتقدم للعديد من الوظائف في وقت سابق، فهذا قد يستغرق الكثير من الوقت لإعداد السيرة الذاتية وكتابة الصفحة التعريفية وتعبئة طلبات التوظيف والاطلاع على مواقع العمل وغيرها، لكن مهما كان الجهد المبذول فلن يتخطى حاجز الـ (٤٠) ساعة أسبوعياً.
في المقابل، إن كنت متقدماً في مجال معين، وتمتلك خبرات سابقة، ولديك اطلاع تام بسوق العمل فلن يتطلب الأمر كل هذه المدة إطلاقاً، وعليه فإن الاعتقاد أن عملية البحث عن وظيفة أمر يتطلب بذل ساعات طويلة أسبوعياً أمر ليس بالصحيح، خاصة في ظل جهل وضع الشخص الذي يسأل وعدم معرفة تخصصه وتقدمه في العمل.
فإذا كنت بالفعل ممن يقضون ساعات طويلة أسبوعياً في البحث عن عمل جديد، وكان الأمر مناسباً ومثمراً فيمكنك الاستمرار، أما إن كانت محاولاتك غير مجدية فعليك باتخاذ أساليب أخرى.
قد يكون السبب في عدم فاعلية هذا الأمر هو أنك تقوم بالتقديم على عدد مهول من الوظائف الأمر الذي يجعلك مشتتاً، كرس وقتاً محدداً وإن كان قصيراً في التقدم للوظائف التي تجد أنك ستكون مؤهلاً لدرجة كبيرة في الحصول عليها وشغلها، هذه الطريقة أفضل من مجرد التقديم على كل الوظائف المتاحة بشكل عشوائي.
من الأفضل أن تركز على الجودة لا على الكم، أي على إعداد السير الذاتية المناسبة لكل وظيفة بدلاً من إعداد عشرات السير الذاتية بصيغة واحدة وتقديمها إلى كل الوظائف المتاحة، وإضافة لما سبق هناك طرق غير مباشرة يمكن اتخاذها للبحث عن عمل ومنها:
الأعمال التطوعية :
قد تلعب الأعمال التطوعية دوراً هاماً في توسيع علاقاتك الشخصية، ومن شأنها منحك القدرة والثقة في الحديث عما قمت به في وقت الفراغ عندما يسألك مدير التوظيف لاحقاً في المقابلة الشخصية.
إعادة العلاقات السابقة :
بإمكانك التواصل مع زملائك السابقين أو المدراء السابقين أو حتى أصدقاؤك الذين انقطعت عنهم سابقاً، هؤلاء قد يكون لهم دور بارز في حصولك على الوظيفة التي ترغبها.
كن عضواً فاعلاً :
من المهم أن تعمل على الانضمام إلى المؤسسات والمنظمات العاملة، إن الانضمام إلى هذه المؤسسات له بالغ الأثر في توسيع علاقاتك الاجتماعية والعملية، مما سيعزز من فرصك في البحث عن وظيفة والحصول عليها.