إن الباحثين عن وظيفةٍ جديدة، مطالبين بالتعرف على آلية عمل مسئولي التوظيف وطريقة تفكيرهم، فذلك يعزز من فرص تفاديهم للأخطاء التي قد تتسبب باستبعادهم من سباق الحصول على الوظيفة المنتظرة، ويجعل منهم رقماً بارزاً بين خيارات مسئولي التوظيف والقائمين عليه.
ومن الأخطاء الشائعة التي يقع بها طلاب العمل، الاعتقاد أن الاستقالة أو ترك مكان العمل السابق ومؤسسات التدريب المختلفة، يبيح لهم تقديم المعلومات العشوائية للمنشأة الجديدة، معتقدين أن مسئولي التوظيف غير قادرين على الوصول إلى حقيقة هذه المعلومات.
في الحقيقة هذا أمر خاطئ، يقود الباحثين عن عمل إلى مزيد من العقبات في طريق الوصول إلى الوظيفة الحلم، لأن المنشأة قادرة على الوصول بسهولة إلى تاريخك الشخصي والمهني، من خلال إجراء ما يسمى بالـ (Reference Check).
باختصار، يعتمد هذا الإجراء على قيام المؤسسات والمنشآت بتدقيق المعلومات التي تقدم بها الباحثين عن عمل، وهو إجراء خطير جداً، يتسبب بشكل رئيسي وكبير في استبعاد العديد من طلاب العمل، وعليه يجب على المتقدمين للوظائف المختلفة التفكير مراراً قبل كتابة أي حرف في السيرة الذاتية، ومعرفة أن وجود أخطاء أو معلومات غير دقيقة يقود إلى عواقب وخيمة تصل إلى حد الاستبعاد من سباق المنافسة على الوظيفة الشاغرة.
إذاً كيف تقوم المنشآت بهذا الإجراء؟ بكل بساطة يمكن للمنشآت الاتصال بالمؤسسات التي عملت بها سابقاً، أو تلك التي قمت بخوض فترات تدريبية فيها، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فهي قادرة أيضاً على الاتصال بالجامعة التي درست بها، والاستفسار عن بعض النقاط في مسيرتك المهنية والتعليمية.
من خلال هذا المقال، نستعرض لكم أمثلةً حول أهم المعلومات التي تحرص كل منشأة على التأكد من دقتها :
– متى التحق السيد محمد بمنشأتكم ومتى غادرها؟
– ما هي أسباب تركه للعمل؟
– ما هي وظيفته الأخيرة؟ وما أهم المسئوليات التي كان ملقاة على عاتقه؟
– كيف كان يتعامل السيد محمد مع زملائه في العمل؟
– هل كان السيد محمد منضبطاً في مواعيد الحضور والانصراف؟
– هل حصل السيد محمد على ترقية العام الماضي كما ذكر لنا في سيرته الذاتية؟
– هل حصل على علاوة استثنائية في عام 2013 نظير جهوده المتميزة في العمل؟
– هل تولى السيد محمد مسئولية الإشراف على إدارة الموظفين؟
– ما هي آراء المرؤوسين في السيد محمد خلال فترة إشرافه عليهم؟
– هل نجح السيد محمد في تحمل الضغوط خلال فترة عمله لديكم؟
– من واقع خبرتكم الكبيرة: تقدم لدينا السيد محمد لوظيفة ” س “، هل تتوقع أنه الشخص المناسب لتولي هذا المنصب؟
– ما هي تفاصيل آخر ثلاثة تقارير لتقييم الأداء الخاصة بالسيد محمد؟
– ما هي أهم الإنجازات التي حققها السيد محمد خلال فترة عمله لديكم؟
– هل سبق للسيد محمد الحصول على خطاب إنذار؟ وهل تم إيقافه مسبقاً عن العمل؟
– ماذا لو تقدم السيد محمد للعمل لديكم اليوم، هل ستوافق على تعيينه في الوظيفة؟
– هل هناك سؤال لم أقم بطرحه عليكم؟ وهل هناك معلومة هامة ترغب في اطلاعي عليها؟
ختاماً، كن حريصاً على كل معلومة تقدمها في السيرة الذاتية أو المقابلة الشخصية، واحذر من طرح معلومات خاطئة فقد يتسبب ذلك في استبعادك بصورة نهائية بسبب عدم صحة هذه المعلومات، وتذكر أن الصدق أفضل الطرق للوصول إلى الهدف المنشود.