يُعد البحث عن عمل، الشغل الشاغل لكل إنسان خاصة إن كانت خبرته محدودة، ومع تزايد مخرجات الإبتعاث تضاعفت أعداد المنافسين، فكثير من طلاب العمل يعتمدون على البحث بصورة عشوائية دون خطط محددة وواضحة، الأمر الذي يُقلل من فرص تَوفر الوظائف المناسبة، مما يصيبهم بالإحباط واليأس، عبر هذا المقال نستعرض لكم بعض النصائح الهامة لعملية البحث عن عمل.
١/ حدد هدفك:
أولى خطوات البحث عن عمل، تتمثل في تحديد الهدف، فعلى طالب العمل أن يدرك تماماً ماهية الوظيفة التي يرغب في العمل بها، والمنشأة أو القطاع الذي يفضله، كما وينصح بتحديد أكثر من وظيفة خلال رحلة البحث عن عمل وعدم تقييد البحث بوظيفة واحدة.
فعلى طالب العمل أن يَعمل على إعداد قائمة بالمنشآت التي تقع في المجال الذي يرغب بالعمل فيه، ويضاف إلى ذلك قوائم أخرى بأسماء مسئولي التوظيف ومدراء الإدارة التي يرغب بالعمل فيها، وننصح هنا بإعداد جدول يحوي اسم الشركة ورقمها والبريد الإلكتروني الخاص بالمسئول المزمع التواصل معه.
تعد هذه المرحلة، مرحلة جمع البيانات فقط، وليست مرحلة تنفيذ العمل أو القيام به، وهنا يقع الكثير من طالبي العمل بخطأ متكرر، عبر قيامهم باستذكار المنشآت التي يعرفونها ثم إرسال بريد الكتروني يحوي سيرتهم الذاتية و دون تخطيط أو تحضير مسبق، وهذا خطأ كبير.
٢/ اصنع من نفسك علامة:
في هذه المرحلة، يجب على طالب العمل البدء بتكوين شخصيته وهويته الإلكترونية، تماماً عبر مواقع لينكدإن، تويتر، فيسبوك .. المطلوب هنا البدء بتكوين وصنع اسم طالب العمل، والهدف من هذه الخطوة هو التواجد المستمر والمكثف على الشبكة العنكبوتية، فمسئول التوظيف سيبحث عن طالب العمل عبر الإنترنت، وعلى طالب العمل أن يكون حريصاً على صورته وسمعته الإلكترونية.
وفي هذا السياق، من المهم أن يقدم طالب العمل على حذف كل ما يسيء إلى صورته من عبارات بذيئة أو عنصرية، في حال امتلاكه حسابات سابقة في مواقع التواصل الاجتماعي، وان كان من الصعب العودة لبعض الكلمات البذيئة بسبب قدم نشرها، فمن الأفضل تعطيل الحساب أو حذفه بصورة نهائية.
٣/ اجمع قائمة معارفك :
ابدأ بجمع قائمة معارفك التي تتضمن العديد من الأصدقاء والأقارب وغيرهم في جدول، ثم تواصل مع من تستطيع التواصل معه، دون أن تطلب وظيفة أو مساعدة، الهدف من هذه الخطوة هو تنشيط شبكة العلاقات فقط.
٤/ جهز سيرتك الذاتية :
جهز سيرتك الذاتية وكل وثائقك ومستنداتك، وابدأ بالتدرب على أسس المقابلات الشخصية والقراءة عنها جيداً، وتذكر عزيزي طالب العمل، أن التحضير لخطوتي إعداد السيرة الذاتية والتدرب على المقابلة يجب أن يتم تباعاً قبل إرسال أية سيرة ذاتية، فكثير من الباحثين عن عمل يرتكبون أخطاء عدة متمثلة في تجهيز السيرة الذاتية وإرسالها بشكل مباشر إلى المنشآت دون تحضير مسبق، فيفاجأ باستقباله اتصالاً يدعوه للحضور في اليوم التالي أو خلال يومين لإجراء مقابلة شخصية، في هكذا حالة يصبح الشخص مرتبكاً لا يعلم ماذا يفعل، فهو لم يستعد للمقابلة ولم يقرأ موضوعاً واحداً عنها، مما يعرضهم لضغط الوقت وينتهي به المطاف إما بتجاهل المقابلة الشخصية أو الذهاب لها دون تحضير، وفي الحالتين يخسر الوظيفة.
كما أن بعض الباحثين عن عمل يقعون في خطأ جديد يتمثل في تجاهل المقابلة الشخصية، فأنت مطالب بالاعتذار على أقل تقدير وطلب موعد آخر إن لم يكن الموعد المحدد مناسباً، المهم ألا تذهب إلى المقابلة الشخصية دون إعداد دراسة، قم بجمع المعلومات عن المنشأة ونشاطها وفروعها وبيئة العمل حتى تتمكن من الظهور بشكل جيد في المقابلة.
٥/ مرحلة التنفيذ:
تعد هذه الخطوة بمثابة مرحلة التنفيذ والبدء في عملية البحث الفعلي عن وظيفة جديدة، فالخطوات السابقة كافة تمهد لهذه المرحلة، فبعد تجهيز سيرتك الذاتية والاستعداد للمقابلة الشخصية، يمكنك الآن العودة للجدول المذكور في الخطوة الأولى، والذي يحتوي أسماء الشركات والمسئولين، احرص على توزيع عدد الشركات على مدار أيام الأسبوع كاملة، وتواصل بشكل دوري مع عدة منشآت للبحث عن عمل.
استمر في عملية إرسال سيرتك الذاتية لمدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أسابيع كاملة، حينها ستجد أنك قمت بالتواصل مع (١٤٧) منشأة خلال (٢١) يوماً، وبمعدل لا يقل عن (٧) منشآت في اليوم الواحد، تواصل أيضاً مع قائمة معارفك التي جمعتها في الخطوة الثالثة، لا تطلب منهم وظيفة حتى لا تتسبب بالحرج لأحدهم، فقط أطلب منهم المساعدة في الوصول أو إيصال سيرتك الذاتية لأحد المسئولين، بهذه الطريقة فقط سترفع الحرج عن الجميع.
٦/ مرحلة الإرسال:
بعد انتهاء اليوم الـ (٢١) توقف عن عملية إرسال السيرة الذاتية، وانتقل إلى المرحلة التالية والمتمثلة في عملية متابعة طلبك لدى المنشآت الـ (١٤٧) التي قمت بمراسلتها في الخطوة الخامسة، ابدأ الآن بإرسال بريد الكتروني للشركات المختلفة تتابع من خلاله الطلب الذي تقدمت به مسبقاً.
٧/ اهتم بروحك المعنوية:
من المهم ألا يسيطر عليك اليأس خلال رحلة البحث عن عمل جديد، احرص على تقوية نفسك معنوياً، واستمع إلى مختلف المحاضرات والدورات التدريبية التي تمنحك طاقة ايجابية من أجل مواصلة البحث عن وظيفة جديدة.
٨/ توقع المقابلة:
خلال المرحلة الزمنية القادمة، قد تتلقى اتصالاً هاتفياً من إحدى المنشآت تطلب منك الخضوع لمقابلة شخصية، في هذه الحالة لا تنس مراجعة ما تدربت عليه في وقت سابق، واقرأ جيداً عن المنشأة، اجمع المعلومات عنها، وحاول التقدم بطلب لتحديد موعد آخر في حال كان موعد المقابلة لا يتناسب معك، كل ذلك أفضل من تجاهل المقابلة وعدم الحضور إليها.
٩/ كرر المحاولة:
في حال لم تحصل على نتيجة ايجابية، من الأفضل البدء بعملية تكرار الخطوات السابقة، مع العمل على تغيير بعض المنشآت أو إضافة ما هو جديد عليها، تذكر أن رفضك اليوم لا يعني عدم تكرار المحاولة مجدداً.