الحصول على وظيفة مناسبة براتب مرتفع هو حلم يراود كل طالبي العمل، ولتحقيق ذلك هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها طلاب العمل عليك تجنبها في رحلة البحث، نورد لكم هذه الأخطاء من حيث الأهمية والأكثر تكرارًا:
١/ الاقتصار على إرسال السيرة الذاتية :
العديد من طلاب العمل، يعتقدون مُخطئين أن البحث عن عمل يقتصر على إرسال سيرتهم الذاتية، وهذه معلومة خاطئة؛ فعملية إرسال السيرة الذاتية ليست إلا خطوة أولى في رحلة الألف ميل.
فالإجراءات الفعلية للبحث عن العمل لا تبدأ منذ اليوم الأول للتخرُّج، بل تبدأ فعلياً قبل التخرج، فالطالب وقبل تخرجه من جامعته عليه تهيئة نفسه من خلال التدرب على عملية البحث عن عمل، عبر المشاركة في مختلف الأنشطة التي تقيمها الكليات والجامعات والمتعلقة بالعمل، تماماً مثل يوم المهنة.
ومن الخطوات الهامة قبل التخرج، على الطالب أن يفكر بشكل جاد في كل كلمة أو حرف غير لائق يقوم بكتابته عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أن الكتابة غير اللائقة قد تضر به في رحلة بحثه عن عمل.
٢/ الاستعانة بطريقة واحدة في عملية البحث :
من أكبر الأخطاء التي يرتكبها طلاب العمل الاستعانة بطريقة واحدة في عملية البحث، تماماً كالاكتفاء بإرسال السيرة الذاتية عبر الإنترنت والتوقف عند هذه الخطوة، متناسياً وجود عدة طرق للبحث عن عمل، مثل الإنترنت، الصحف، شبكة الأصدقاء والأقارب، ومكاتب التوظيف.
ويغيب عن الكثيرين ما كشف عنه مختصون أن ما نسبته (١٥-٢٠٪) فقط من الوظائف يتم الإعلان عنها عبر الصحف أو الإنترنت، بينما النسبة الأكبر من الوظائف (٨٠٪) هي وظائف خفية غير مُعلن عنها، لأن المُنشأة أو المؤسسة تفضل البحث عن مرشح مناسب بصمت وهدوء، ولا يصل أحد لهذه الوظائف إلا عبر شبكة العلاقات التي يكونها، سواء عبر الأهل، الأصدقاء، أو شبكات وسائل التواصل الاجتماعي.
الحديث السابق، قد يجعل من البعض معتقداً أننا نسعى للترويج الى “الواسطة” بمفهومها السلبي، هذا غير صحيح، فالهدف من شبكة العلاقات الحصول على “مفتاح” للوصول الى باب المقابلة الشخصية، ثم تصبح مهاراتك الشخصية هي الفيصل في الحصول على الوظيفة، فلا تنس أن شبكة العلاقات تعد واحدة من أهم وأسرع طرق الحصول على وظيفة.
٣/ ” إما الوظيفة س و إلا فلا ” :
واحدة من الأخطاء التي يقع بها طلاب العمل من خلال الاعتماد على المبدأ السابق، صحيح أن لكل شخص وظيفة الأحلام التي يتمناها، وهو حق مشروع للجميع، لكن من غير المنطقي رفض وظائف بديلة بحجج واهية، فطالب العمل الذكي يفضل العمل التطوعي ” مجاناً ” أو التدرُّب في أية منشأة، على البقاء والجلوس في المنزل مُنتظِراً وظيفة أحلامه التي ربما يصعب تحقيقها في الوقت الراهن.
من الخطأ ما يراه بعض طلاب العمل خاصة من الخريجين الجدد أن قبول العمل في وظائف أخرى أو العمل تطوعياً سيُبعدهم عن الوظيفة التي يحلمون بها، هذا الأمر مجانب للصواب، فالحقيقة التي تغيب عن أذهانهم أن العمل في وظيفة أخرى مختلفة قد يكون السبب الأكبر في مضاعفة فرصهم بالحصول على وظيفتهم ” الحلم “، وليس سبباً في إبعادهم عن هدفهم كما يعتقد البعض، لأن هذه الوظيفة المختلفة لو عملنا فيها بجد واجتهاد وصبر ستساعدنا دون شك في تكوين شبكة علاقات في المنشأة، وتعزز من فرص الانتقال للوظيفة الحلم بسهولة ويسر، والسر يكمن في أنك أصبحت الآن معروفاً بين المسؤولين وتتمتع بصفات يعلمها الجميع أبرزها الجد والاجتهاد، وعليه تستطيع الانتقال داخل نفس الشركة للإدارة التي تحلم فيها.
الى جانب ما سبق، يمكن القول أن العمل في وظائف بديلة يكسبك مهارات جديدة ومختلفة في الإدارة، ويمنحك خبرات ومصادر دخل وشبكة علاقات قوية، في المقابل ما زال صديقك الذي لا يرغب في العمل إلا في وظيفة معينة نائم في منزله دون فائدة.
٤/ عدم اعطاء عملية البحث حقها الكامل :
يرى خبراء التوظيف أن عملية البحث عن عمل هي بحد ذاتها عمل ضمن دوام كامل، وهو ما يعني ضرورة اعطاء عملية البحث حقها الكامل غير المنقوص من الوقت والجهد، وفي حال كنت متفرغاً وتبحث عن عمل، عليك بتخصيص (٥) أيام في الأسبوع لعملية البحث عن وظيفة، وبمعدل لا يقل عن (٥) ساعات في اليوم الواحد.
المهم أن تجعل من عملية البحث عملك الحالي ومشروع حياتك في الوقت الراهن، خطط له، وضع خطة بديلة وميزانية متوقعة، خصص وقتًا للبحث، القراءة، التحضير، التنفيذ وتقييم التجربة.
٥/ امتلاك مشاركات غير لائقة في مواقع التواصل الاجتماعي :
في الخطأ الأول مررنا سريعا ًإلى ضرورة الانتباه لما يكتبه طالب العمل في وسائل التواصل الاجتماعي، والآن ماذا يفعل طالب الوظيفة لو كانت لديه بالفعل مشاركات غير لائقة؟
الجواب ببساطة يتمثل في خطوتين، الأولى تتمثل في ضرورة حذف وتنظيف كل ما نشره من عبارات مُسيئة أو عنصرية، أما الثانية فتتمثل في تعطيل الحساب وانشاء بريد جديد في حال تعذر تنظيف الحساب الأصلي بسبب كثرة المشاركات وصعوبة العودة للمشاركات القديمة.
وفي حال كان الحساب الذي يحوى مشاركات سيئة مُسجَّل باسمك الصريح؛ ننصح بتغيير الاسم، أو على الأقل الاكتفاء بالاسم الأول واسم الأب، من أجل أن يتعذر على مسؤول التوظيف البحث والوصول إلى حسابك عبر اسمك واسم عائلتك