عند البحث عن وظيفة جديدة، يقع طلاب العمل في خطأ الحديث عن معلوماتٍ قد تقلل من فرصة تحقيق الهدف المطلوب، فهل هناك معلومات قد تقلل من فرصة الحصول على الوظيفة الشاغرة؟ وهل هناك أمورٌ قد تؤثر سلباً بطريقة أو أخرى على فرصة حصولك على عملك الجديد، عند التطرق إليها أو الحديث عنها؟
بالتأكيد هناك عدة نقاط يلزم تجنبها في سيرتك الذاتية فالحديث عنها يقلل من فرص الحصول على عمل جديد، هذه المعلومات يمكن حصرها في (٨) نقاط نحصرها على النحو الآتي:
١/ معلومات الراتب:
الحديث عن أية معلومات تتعلق بالأجر المالي سواء تم ذكرها في السيرة الذاتية أو عبر المقابلة الشخصية، قد يغلق عليك باب التفاوض حول الراتب المنتظر ويقلل من فرص حصولك على الوظيفة الشاغرة.
فلو كان أجرك مرتفعًا إلى حد ما، وقمت بذكره في السيرة الذاتية، قد يدفع ذلك مسئول التوظيف إلى استبعادك مبكراً من سباق الحصول على الوظيفة ظنًا منه أن أجرك المحدد أعلى من القيمة المالية التي قامت برصدها الشركة للوظيفة، على الرغم من استعدادك للقبول بأجرٍ أقل حال الدخول في مفاوضات مع المسئولين.
وفي حال قمت بالتطرق إلى رقم مالي محدد عبر سيرتك الذاتية، وكانت الشركة على استعداد مسبق لدفع راتب مالي أكبر من القيمة التي قمت بتحديدها، فأنت ستتسبب بضياع فرصة الحصول على أجر أعلى، لأن الشركة في هذه الحالة ستلتزم الصمت وستقبل بالعرض المالي الذي طالبت به في سيرتك الذاتية، ابتعد تماماً عن ذكر أية معلومات تتعلق بالأجر المالي حتى إجراء المقابلة الشخصية، انتظر حتى يتم سؤالك عن هذا الأمر ومن ثم ابدأ رحلة المفاوضات حول الراتب.
٢/ معلومات شخصية:
هناك البعض من المعلومات الشخصية التي سيؤثر ذكرها سلباً على فرصة حصولك على الوظيفة الشاغرة، فالحديث عن عدد الأبناء واحدة من الأمور التي قد تكون سبباً في ذلك، فقد ذكرت إحدى السيدات في سيرتها الذاتية أن لديها (٧) أطفال، دون أن تعلم أن معلومة كهذه ستكون سبباً في استبعادها من قبل مسئول التوظيف، لاعتقاده أن عدد الأطفال الكبير سيشكل عائقاً كبيراً أمام تنفيذ المهام الموكلة إليها في العمل بنجاح، المهم أن تتجنب الحديث عن هذه المعلومات واحذر من التطرق إلى بعض المعلومات الخاصة مثل عدد الزوجات.
٣/ وضع الصورة الشخصية:
تختلف آراء الخبراء وتتفاوت بين مؤيد ومعارض حول هذا الأمر، لكن القاعدة العامة لا تنصح الخريج الجديد الباحث عن عمل بوضع صورته الشخصية في سيرته الذاتية، تجنباً لأي نوع من العنصرية المحتملة التي قد تُمارس ضده عبر البعض من مسئولي التوظيف، هذه العنصرية قد تستهدف لونه أو عرقه أو جنسه أو حتى أصله.
فأصحاب البشرة السمراء قد يواجهون معاملة عنصرية حال وضعهم صورة شخصية في السيرة الذاتية، خاصة وان كان مسئول التوظيف متعصباً ضد السود، قد تكون هذه المعلومات مؤلمة لدى البعض لكنها حقيقة لا يمكن تجاهلها حتى وان حارب الدين الإسلامي الحنيف هذا النوع من أنواع التمييز والعنصرية.
ولا تنس أن بعض الأشخاص، يمكن التعرف على أصولهم والمنطقة التي ينتمون إليها عبر صورتهم الشخصية، ومع كامل التقدير لأطياف المجتمع، فإن أبناء الحجاز يمكن تمييزهم عن أبناء الجنوب بكل سهولة، وفي حال واجه الباحث عن عمل مسئولاً عنصرياً ضد اللون أو العرق أو منطقة بعينها، فقد يقدم على استبعادك بناءً على صورتك، وعليه تجنب ما قد يتسبب بتقليل فرصتك في الحصول على الوظيفة الشاغرة.
وفي حال كنت ترغب في وضع صورتك الشخصية عبر صفحات سيرتك الذاتية، اتبع شروطاً يجب مراعاتها في ذلك، من المهم أن ترتدي زياً رسمياً وتجنب الظهور بملابس رياضية، مع ضرورة أن تلتقط الكاميرا هذه الصورة من المقدمة والابتعاد عن الصور الجانبية.
٤/ ذكر أية معلومات سلبية:
الحديث عن أية معلومات سلبية عنك حتى وإن كانت حقيقية، ستقلل من فرص حصولك دون شك على الوظيفة الشاغرة، تجنب الحديث عن حادثة فصلك السابقة من عملك الأخير، ولا تذكر حصولك مسبقاً على تقييم أداء متدنٍ، فالخبراء ينصحون بأن تقتصر محتويات السيرة الذاتية على الأمور الإيجابية فقط، وتذكر جيداً أن سلوكك الوظيفي السيئ مسبقاً مجرد أسرار لا تقم بالكشف عنها للمنشأة الجديدة.
٥/ وجود أخطاء إملائية و نحوية:
احتواء سيرتك الذاتية على أخطاء إملائية ونحوية يقلل دون شك من فرصة حصولك على وظيفة جديدة، فهذا يعطي مؤشراً سلبياً عنك، ويؤكد أنك لم تهتم بأهم وثيقة في حياتك الوظيفيةألا وهي سيرتك، وعليه ننصح بعرض سيرتك الذاتية على خبراء من أجل معالجتها وتجنب كافة الأخطاء الإملائية والنحوية الواردة في صفحاتها المختلفة.
٦/ كلمات بلا داعٍ:
هناك بعض الكلمات التي لا قيمة لها، يخطئ طلاب العمل في ذكرها عبر سيرتهم الذاتية، تجنب ذلك فرغم بساطة هذه الكلمات إلا أنها تعطي انطباعاً لمسئول التوظيف بعدم احترافيتك في البحث عن عمل، وقد يراها نوعاً من الحشو الزائد دون قيمة تذكر، هذه المعلومات كالحديث عن الجنس (ذكر)، والحالة الصحية (ممتاز)، إضافة إلى الحديث عن الطول (١٧٦) سم.
٧/ المعدل المنخفض:
إذا كان معدلك منخفضاً ننصح بعدم الإشارة إليه، لا تتطرق إلى درجاتك السيئة عبر سيرتك الذاتية، فالضرر المتوقع من الحديث عن المعدل المنخفض سيكون أكبر بكثير من النفع الذي تحصده نظير الحديث عن ذلك.
٨/ معلومات ليست ذات علاقة:
البعض من طلاب العمل يقدمون على تعبئة سيرتهم الذاتية بمعلومات لا تمت بصلةٍ للوظيفة الشاغرة، ظناً منهم أن تعبئة السيرة الذاتية حتى آخرها ستزيد من فرصهم وترفع من أسهمهم في سباق الحصول على الوظيفة المنتظرة.
الحقيقة تقول غير ذلك، فتعبئة السيرة الذاتية بمعلومات ليست ذا علاقة لا يخدمك كثيراً، فإضافة دورة في فن النجارة عند التقدم لوظيفة في إدارة التسويق أمر ليس بالايجابي، كما أن ذكر هواية لا تمت بالوظيفة بصلة أمر لن يجدي نفعاً، تماماً كالحديث عن عشق كرة القدم عند التقدم لوظيفة سكرتارية.